د. زين العابدين كامل يكتب: هكذا استيقظ العالم على طوفان الأقصى
عملية طوفان الأقصى المباركة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،
إذا أراد الله شيئًا هيأ له أسبابه وأزال الموانع أمامه.
لقد استيقظ العالم صباح يوم السبت الموافق السابع من أكتوبر عام 2023م، على هجوم مفاجىء ومُبَاغِت عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ من فصائل المقاومة الفلسطينية، صوب بعض المستوطنات والمعسكرات التابعة للاحتلال الإسرائيلي.
وقد أطلقت فصائل المقاومة على هذه العملية “طوفان الأقصى” حيث إنها جاءت ردًا على انتهاكات قوات الاحتلال للمسجد الأقصى المبارك.
لقد هاجمت الفصائل الجهادية العمق الصهيوني الإسرائيلي، وقامت باختراق الجدار الفاصل، وقد نجحت فصائل المقاومة في تعطيل الأجهزة اللاسلكية وأجهزة الإنذار والمراقبة، في تطور نوعي لم يتوقعه أحد.
ومن ثم وجد جنود الاحتلال أنفسهم أمام هجوم منظم، تمثل في إطلاق آلاف الصواريخ تجاه العدو، وصاحب ذلك هجوم بحري وآخر بري.
لقد استيقظ العالم على تحطيم أسطورة القبة الحديدية.
لقد استيقظ العالم وهو يتابع هجوم المقاومة تعتريه الحيرة والدهشة مما يحدث.
لقد استيقظ العالم وهو يرى ويشاهد المقاومة تتقدم برًا وبحرًا وجوًا.
لقد استيقظ العالم وهو يرى ويشاهد حالة الذعر والخوف والارتبارك التي عاشها الكيان الصهيوني المحتل، فور الهجوم المبارك، فهو لا يملك حولًا ولا قوة.
لقد استيقظ العالم وقد فرضت قضية فلسطين نفسها على العالم بأسره.
لقد استيقظ العالم وهو يتساءل ماذا يحدث؟! ومن خلف هذا الطوفان؟!
لقد استيقظ العالم وهو يرى ويشاهد أسرى اليهود في قبضة حركات المقاومة.
لقد استيقظ العالم على تحطيم دعوى التفوق العسكري والاستخبارتي للكيان الصهيوني.
لقد استيقظ العالم وهو يرى ويشاهد انهيار فكرة الدين الإبراهيمي المزعوم.
لقد استيقظ العالم وهو يرى ويشاهد قطع حبال شبكة التطبيع مع اليهود.
لقد استيقظ العالم على إحياء مشروع الجسد الواحد للأمة الإسلامية، وذلك رغم اختلاف المشارب، وتنوع الروافد.
لقد استيقظ العالم وهو يرى ويشاهد تساقط الأقنعة الزائفة، التي طالما تحدث أصحابها عن حقوق الإنسان، فلقد رأى العالم الغربي مقتل آلاف الضعفاء من النساء والشيوخ والمرضى والأطفال الأبرياء في غزة، ورأى كذلك مدى دَعْم، ومناصرة، ومؤازرة، ومُساندة أمريكا للكيان الصهيوني، وكيف أنها تدعم الإرهاب ولا تحاربه كما تزعم، لاسيما بعد التأييد المطلق من قبل أمريكا لحرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها اليهود نحو سكان مدينة غزة الأبية الباسلة، ولم ينكر العالم الغربي هذه الجريمة الإنسانية، بل سعى إلى تأييد إسرائيل هو أيضًا.
لقد أيقظت عملية طوفان الأقصى ضمير الأمة، وتحركت ضمائر الإنسانية، ورأى المؤمنون قول الله تعالى { كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} واقعًا على الأرض.
لقد أثبتت عملية طوفان الأقصى أن الجهاد والمقاومة من أهم ركائز مدافعة الاحتلال وتحرير الأرض المقدسة، حيث أحدثت عملية طوفان الأقصى دويًا هائلًا في العالم بأسره.
لقد تقطعت وتمزقت حبال اليأس التي التفت حول رقاب كثير من أبناء الأمة، يوم ظنوا أن القضية ماتت، ولا أمل في إحيائها، بل ولا سبيل إلى تحرير الأقصى المبارك، فجاءت عملية طوفان الأقصى لتمزق حبال اليأس، وليسطع شعاع الأمل في كبد السماء، وقد ظهر لكل ذي لب أن الخطوات بيننا وبين تحرير الأقصى وفلسطين، ما هي إلا خطوات يسيرة، وأن موازين القوى تتغير بين عشية وضحاها، فعملية طوفان الأقصى هي الشرارة التي اشعلت شعاع الأمل.
فإذا أراد الله شيئًا هيأ له أسبابه وأزال الموانع أمامه.
وهكذا سيظل يوم السبت الموافق السابع من أكتوبر عام 2023م، رمزًا للمقاومة والعزة والبطولة والكرامة والمفاجأة، التي طالما استبعدتها إسرائيل وحلفاؤها،
سيظل السابع من أكتوبر مفخرة لحركات المقاومة عبر التاريخ.