أوضاع الأقلية المسلمة في فرنسا
نبذة مختصرة عن موقع دولة فرنسا:
توجد فرنسا في غربي أوروبا، وتشغل موقعًا جغرافيا ممتازًا ومتميزًا، لأنها تُطل على ثلاث جهات بحرية، فتُطل على البحر المتوسط من الجنوب، وعلى خليج بسكاي والمحيط الأطلنطي من الغرب، وعلى بحر المانش، من الجهة الشمالية الغربية، وهي ثاني الدول الأوروبية من حيث المساحة.
كيف وصل الإسلام إلى فرنسا؟
مر تاريخ وصول الإسلام إلى فرنسا بمرحلتين:
المرحله الأولى:
كانت معاصرة لوجود الإسلام في الأندلس، وكان المسلمون في الأندلس يطلقون على فرنسا أنذاك ( الأرض الكبيرة ) ولقد بدأت أولى المعارك الإسلامية للأراضي الفرنسية في سنة 96هـ في عصر الدولة الأموية، ، فأرسل طارق بن زياد حملة استكشافية إلى طرطوشة وبرشلونة في الأندلس ثم وصلت الحملة إلى مدينتي أربونة و أفينيون بفرنسا، واستمرت الحملة إلى مدينة ليون ثم عادت إلى الأندلس.
وفي سنة 101هـ – 719م، خرجت حملة أخرى بقيادة السمح بن مالك الخولاني فخرجت من برشلونة ثم اتجهت إلى مدينة طلوشة (تولوزحاليا).
وفي سنة 107هـ – 725م خرجت حملة أخرى إلى فرنسا، فوصلت إلى مدينة (نيم) ثم واصلت المسير إلى مدينة (ليون) ثم مدينة (أوتان) ووصلت (سانس) على بعد مائة كيلو من باريس، وهذه أبعد نقطة وصلتها جيوش المسلمين الأندلسيين في فرنسا.
سنة 114هـ – 732م خرجت حملة جديدة بقيادة والي الأندلس عبد الرحمن الغافقي ووصل إلى مدينة برديل وهزم جيش الفرنجة، ثم اتجه إلى (بواتيه) لكن هُزم المسلمون في معركة بلاط وقُتل قائد الجيش وكان ذلك في رمضان سنة 114هـ ،
ثم استمرت الحملات حتى سنة 138هـ/ 756م، عندما قرر صقر قريش عبد الرحمن الداخل سحب قوات المسلمين من غالة،أو فرنسا والاكتفاء بسلطان المسلمين على الأندلس.
وفي القرن الثالث الهجري استطاع البحارة الأندلسيون الاستيلاء على مدينة نيس واستوطنوا الشواطئ الفرنسية الجنوبية ونشأت دولة أندلسية في جنوب فرنسا ووصلت إلي سويسرا ولم تهزم هذه الدولة إلا بعد 82 عاماً.
المرحلة الثانية:
بدأت مع بداية القرن الرابع عشر الهجري، وبعد الحرب العالمية الأولى عندما هاجر إلى فرنسا عدد كبير من المسلمين من شمال أفريقيا، وكذلك لحاجة فرنسا إلى الأيدي العاملة، ووصل عدد المسلمين في فرنسا أعقاب الحرب العالمية الأولى إلى مائة ألف، وتزايد عدد المسلمين بعد الحرب العالمية الثانية، وعندما استقلت الجزائر وصل حوالي ثلاثمائة ألف مسلم إلى فرنسا، وزادت هجرة الأيدي العاملة إليها من البلاد الإسلامية، وأصبح المسلمون يشكلون رقما كبيرا في المعادلة السكانية، كما أصبح الإسلام الدين الثاني في فرنسا من حيث العدد.
أعداد المسلمين في فرنسا
حسب الدستور الفرنسي لا يجوز عمل إحصائية سُكَّانية على حسب الدين أو العرق أو اللون، لأن هذا يُعتبر مخالفاً لحقوق الإنسان، لكن هناك مراكز خاصة ،
مركز دراسات “pew research center” أمريكي ،ووفق بيانات المركز، قُدرت أعداد المسلمين في فرنسا عام 2016 بنحو 5.7 مليون شخص، أي ما يعادل 8.8% من مجمل السكان،
2016م وكان القضاء الفرنسي قد فتح تحقيقا مع رئيس بلدية بيزيه (Béziers) (جنوب غرب فرنسا) (روبير مينار) الذي ينتمي إلى الجبهة الوطنية اليمينية، بعد قيامه بإجراء إحصاء حول ديانة التلاميذ في مدارس مدينته وقال إن نسبة التلاميذ المسلمين فيها بلغت 64.6 بالمائة.وأثارت هذه التصريحات احتجاجات كثيرة ، جاء أولها على لسان رئيس الوزراء ، (مانويل) في تغريدة دون فيها “العار على رئيس بلدية” بيزييه. وأضاف “الجمهورية لا تميز بين أولادها”.
أهمية وجود المسلمين في المجتمع الفرنسي:
وجود المسلمين في فرنسا حافظ على انهيار المجتمع الفرنسي ،أحدث المسلمون في فرنسا توازنا ملحوظا في كيان المجتمع،لأنهم يتقيدون بضوابط الشريعة الإسلامية،المسلم في فرنسا لا يسرق ولا يقتل ولا يعتدي على أحد ولا يزني ،صحيفة العربي الجديد نشرت دراسة حديثة عن المواليد في فرنسا،وأوضحت الدراسة أن 60% من المواليد في فرنسا من خارج إطار الزواج.
رسالة إلى مسلمي فرنسا:
(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
(اعلموا أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن بعد العسر يسرًا)
اثبتوا على إسلامكم ،اثبتوا على عقيدتكم ،اثبتوا على شريعتكم ،
وأقف وقفة تقدير و اجلال واحترام ،لكل مسلمة حرة تعيش في فرنسا ،وهى تحافظ على حجابها وعلى حيائها وعلى كرامتها. وأقول لهن،اصبرن أيتها المؤمنات، فإن موعدكم الجنة بإذن الله عز وجل.
والتاريخ يشهد بمدى العداوة الفرنسية للإسلام والمسلمينن ، رغم ما يتغنون به من الحريات الزائفة، وهكذا في فرنسا تتحوّل المبادئ إلى شعارات ، وهكذا تتحول الحرية إلى تمثال يعبدونه متى شاءوا ويكفرون به متى شاءوا، وهكذا نرى فرنسا دومًا تعمل على تشجيع المنظمات العنصرية التي تعادي وتسيء للإسلام والمسلمين،وكذلك لرسول الإسلام عليه الصلاة والسلام، ثم هي لا تجرم من يسيء للإسلام، ولا تعاقبه ، سواء بالرسوم الكاريكاتورية أو المقالات أو البرامج والأفلام التلفزيونية، ونرى في المقابل تجريم كل من يسيء لليهود واتهامه بمعاداة السامية ونحوذلك، فلقد قاموا بتجريم النقاب في الساحات والميادين والأماكن العامة والأماكن الحكومية ، إما بالغرامة أوبالسجن ، ثم صدر سابقًا قانون منع الحجاب من المدارس والجامعات والهيئات المختلفة، و كذا قانون حظر الصلاة في الشوارع والساحات العامة وأمام المساجد، وقانون عدم منح الإقامة أو تجديدها إلا بعد عمل اختبار للمهاجر يتم فيه التأكد من إجادته اللغة الفرنسية واحترام التقاليد الفرنسية وعدم التمسك بالأصول الإسلامية وتغليبها على القواعد الفرنسية. وهكذا يا من تدعون أن تحملون راية الحرية، لقد سقطت أقنعة الحرية والتعددية الثقافية والتعددية الدينية وسقطت كذلك كل دعوات التفاهم والتحاور والحرية؛ ليظهر للعالم الوجه الفرنسي الحقيقي،ألا فلتصمت ألسنة الحرية،إنه العداء الفرنسي التاريخي للإسلام والمسلمين.