فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد قال الله -تعالى- في سورة يوسف: (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (يوسف:64).
ومن أنواع التوحيد: توحيد الأسماء والصفات، فلابد أن نتدبر أسماء الله -تعالى- ونتعرف على معانيها وندعو الله بها، قال الله -تعالى-: (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) (الأعراف:180).
ومعنى اسم الله الحفيظ أي: الذي حفظ ما خلقه وأحاط علمه بما أوجده، وحفظ أولياءه من وقوعهم في الذنوب والهلكات، ولطف بهم في الحركات والسكنات.
فإذا أردت أن تكون محفوظًا بحفظ الله فكن من عباده المتقين، انظر إلى حال يعقوب -عليه السلام- قال له أبناؤه عن يوسف -عليه السلام-: (أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (يوسف:12). فلما فعلوا به ما فعلوا وأرادوا أن يأخذوا أخاه بنيامين قالوا مرة أخرى: (فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (يوسف:63)، فقال يعقوب -عليه السلام-: (هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (يوسف:64)، ثم لما أُخذ منهم بنيامين أيضًا والأخ الثالث روبيل الذي روي أنه الذي قال: (فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ) (يوسف:80)، قال يعقوب -عليه السلام-: (عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا) (يوسف:83).
فكان على يقين بحفظ الله لأبنائه، وأن الله هو الحفيظ، وها هو يوسف يعود إلى أبيه بعد فراق استمر عشرات السنين كما يظهر في سياق القصة، فقد روي أن امرأة العزيز راودته وهو شاب ابن سبع عشرة سنة، ثم كان في السجن بضع سنين، ثم أخرج فكانت سنوات الخصب السبع، ثم السبع العجاف وما بعدها… كل هذه السنوات وهو محفوظ بحفظ الله له من كل شر وسوء، نعم… (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).
وهذا نبي الله إبراهيم -عليه السلام-: الذي حفظ الله -أي حفظ حدود الله وامتثل أمره-، ظل إبراهيم -عليه السلام- يدعو إلى توحيد الله -عز وجل-، وهاجر في سبيل الله من أرض بابل بشمال العراق إلى أرض الشام، ثم إلى مصر، ثم إلى فلسطين، قضى حياته من بلد إلى آخر يدعو إلى الله -عز وجل-، وترك عبادة النجوم والكواكب والأصنام من دون الله.
وكانت العداوة بينه وبين أبيه آزر، فلقد دعا إبراهيم -عليه السلام- أباه آزر إلى التوحيد، قال -تعالى-: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا . إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا . يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا . يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا . يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا . قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا . قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا . وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا) (مريم:41-48).
وقد حَفِظ الله إبراهيم -عليه السلام- في كل حدث وموقف خطير، وهذا الحفظ كان واضحًا وجليًّا في كل خطوة يخطوها إبراهيم -عليه السلام-، فندما أرادوا أن يحرقوه لجأ إبراهيم -عليه السلام- إلى ربه، وقال -كما روي في بعض الآثار-: “حسبي الله ونعم الوكيل، اللهم إنك في السماء واحد، وأنا في الأرض واحد أعبدك”. وقيل: “إن جبريل وميكائيل -عليهما السلام- أرادا أن ينقذا إبراهيم -عليه السلام-، ولكن كان أمر الله أسرع من توسط الأسباب؛ فصدر الأمر إلى النار مباشرة: (يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ) (الأنبياء:69).
وروي أن إبراهيم -عليه السلام- مكث في النار أيامًا وهو محفوظ بحفظ الله له، بل كان في النار في عيشة هنيئة طيبة حيث روي أنه قال: “ما كنتُ أيامًا وليالي أطيب عيشًا إذ كنت فيها!”. فسبحان مَن بيده ملكوت السموات والأرض!
وكذلك حفظه الله عندما هاجر وزوجته سارة -عليها السلام- إلى مصر، وكان ما كان من أمر حاكم مصر الذي أراد أن يعتدي على سارة -عليها السلام-؛ فحفظها الله ونجاها منه، وكذلك حفظه الله في هاجر وإسماعيل -عليهما السلام- في قصة تركه لهما في وادي مكة بلا جليس ولا أنيس، ولا زرع ولا ماء، ثم لجأ إلى الله الحفيظ: (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) (إبراهيم:37).
ثم كان ما كان من أمر بئر زمزم، وكذلك حفظه الله يوم أن أمره بذبح ولده إسماعيل -عليه السلام- فأذعن واستجاب لأمر الله فحفظ الله له ولده، قال -تعالى-: (وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ . قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ . إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ . وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) (الصافات:104-107).
فالمتأمل في قصة إبراهيم -عليه السلام- يعلم علم اليقين أن الله وحده هو الحفيظ، وكما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس -رضي الله عنهما-: (يَا غُلامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني).
فلابد يا عباد الله من استقراء دقيق للواقع الذي نحياه.
لابد لهذه الأمة أن تقوم من مرقدها.
لابد أن نسير جميعًا في طريق الحفظ والنجاة.
لابد للشعوب أن تحفظ الله في حدوده وأوامره ليحفظها الله -تعالى-، (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).
وهذا نبي الله موسى -عليه السلام-: فإن المتأمل في قصة موسى -عليه السلام- يرى حفظ الله لأوليائه واضحًا وجليًّا منذ أن كان موسى -عليه السلام- جنينًا في رحم أمه، فإن بني إسرائيل كانوا يتدارسون فيما بينهم أنه سيخرج غلام يكون هلاك ملك مصر على يديه، وكانت هذه البشارة مشهورة في بني إسرائيل فتحدث بها القبط ووصلت إلى فرعون؛ فأمر عند ذلك بقتل أبناء بني إسرائيل؛ حذرًا من وجود هذا الغلام -ولن يغني حذر من قدر-.
وقد جعل فرعون رجالاً يدورون على الحُبالى ويعلمون ميقات وضعهن، فلا تلد امرأة ذكرًا إلا ذبحه أولئك الذباحون حتى إن القبط شكوا إلى فرعون قلة بني إسرائيل بسبب قتل أولادهم الذكور، فأمر فرعون بقتل الأبناء عامًا وأن يتركوا عامًا، فروي أن هارون -عليه السلام- ولد في عام المسامحة وأن موسى -عليه السلام- ولد في عام القتل، ولم يكن يظهر على أم موسى علامات الحمل في أثناء حملها حتى إذا وضعته أوحى الله لها وحي إلهام وإرشاد، قال -تعالى-: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) (القصص:7).
فكانت تصنع ما أمرها الله به حتى إنها أرسلته ذات يوم فذهب مع النيل فمر على دار فرعون، وهنا التقطه آل فرعون، وقد ذكر المفسرون أن الجواري التقطته من البحر في تابوت مغلق عليه فلم يتجاسرن على فتحه حتى وضعنه بين يدي امرأة فرعون آسية بنت مزاحم -رضي الله عنها- فلما فتحت التابوت ورأت وجهه يتلألأ بتلك الأنوار النبوية الموسوية أحبته حبًا شديدًا، فلما جاء فرعون قال: ما هذا؟ وأمر بذبحه فاستوهبته منه، وقالت: (قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ) (القصص:9)، فقال لها: أما لكِ فنعم، وأما لي فلا. أي: لا حاجة لي به.
وهكذا حفِظ الله موسى -عليه السلام- منذ أن كان في رحم أمه، وسبحان مَن بيده ملكوت كل شيء!
انظر إلى تدبير الملك -جلَّ وعلا-… ! فإنه كان بالأمس القريب يُخشى على موسى -عليه السلام- من فرعون وقومه، واليوم يُربى موسى -عليه السلام- في بيت فرعون بأمره، وهو الذي ينفق عليه ويربيه… فسبحان الحفيظ!
واستمر حفظ الله لموسى -عليه السلام- طوال حياته؛ حفظه الله في يوم خروجه من مصر إلى أرض مدين بعد حادثة القتل المعروفة، ثم حفظه ونصره في يوم الزينة يوم أن جمع فرعون السحرة، وكانت النتيجة أن قال السحرة جميعًا: (آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأعراف:121)، قال -تعالى-: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ . فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ . فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ . وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ . قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ . رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ) (الأعراف:117-122).
ثم حفظه الله في يوم عاشوراء يوم أن خرج موسى -عليه السلام- ومعه بنو إسرائيل وخرج خلفهم فرعون ومن معه حتى وصل موسى -عليه السلام- إلى البحر، وكانت المفاجأة “البحر من أمامهم والعدو من خلفهم”، وهنا قال أصحاب موسى: (إِنَّا لَمُدْرَكُونَ . قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) (الشعراء:61-62).
فكان على ثقة بحفظ الله له فموسى -عليه السلام- قد رضع اليقين من أمه التي ألقته في البحر وكانت على يقين من حفظ الله له، حتى إذا تفاقم الأمر وضاق الحال واقترب فرعون وجنوده في حدهم وحديدهم وغضبهم، وزاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر أوحى الله الحفيظ القدير إلى موسى الكليم: (أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ . وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ . وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ . ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ . إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ . وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (الشعراء:63-68). وكانت النتيجة: النجاة لمن آمن، والهلاك لمن كفر.
وهكذا يكون حفظ الله لأوليائه وعباده الصالحين، وهذا الحفظ نراه أيضًا في سلفنا الصالح، وليس الأنبياء فقط.
فهذه أسماء بنت الصديق -رضي الله عنهما-، أسلمت قديمًا بمكة وكانت حافظة لحدود الله، ونحن نعلم دورها في حدث الهجرة، يقول عروة بن الزبير -رضي الله عنهما-: “بلغت أسماء مائة سنة من العمر ولم يسقط لها سن، ولم ينكر لها عقل!” -قارن بينها وبين الشباب والفتيات اليوم-.
وهذا الإمام الطبري -رحمه الله-، أحد علماء الإسلام الكبار كان يومًا راكبًا على سفينة وهو في السبعين من عمره ومعه مجموعة من الشباب، ولما اقتربت السفينة من الشاطئ قفز الإمام من أعلى السفينة وأراد الشباب أن يفعلوا مثله فعجزوا! فقالوا له: كيف فعلت ذلك وأنت شيخ كبير؟! فقال: هذه الأعضاء حفظناها لله في الصغر فحفظها الله لنا في الكبر!
وعن يوسف بن الحسين قال: كنت مع ذي النون المصري على شاطئ غدير فنظرت إلى عقرب أعظم ما يكون على شط الغدير -والغدير جزء من الماء يتركه السيل-، وإذا بضفدع قد خرجت من الغدير فركبتها العقرب فجعلت الضفدع تسبح حتى عبرت، فقال ذو النون: إن لهذه العقرب لشأن. قال: فجعلنا نقفو أثرها، فإذا برجل نائم سكران وإذا حية قد جاءت فصعدت من عند سرته إلى صدره فاستحكمت العقرب من الحية فضربتها فقتلتها، ورجعت العقرب إلى الغدير فجاءت الضفدع فركبتها فعبرت. فحرك ذو النون الرجل النائم ففتح عينيه فقال: يا فتى انظر مما نجاك الله، وحكى له ما حدث، ثم قال ذو النون:
يـا غـافـلاً والجليل يحـرسه من كل سوء يدب في الظلم
كيف تنام العيون عن مـلـك تـأتـيـه مـنـه فـوائـد الـنعـم
فنهض الشاب، وقال: إلهي هذا فعلك بمن عصاك؛ فكيف بمن أطاعك ورجاك؟! ثم ولى. فقال له ذو النون: إلى أين؟ قال: إلى طاعة الله.
فإذا أردنا الحفظ لأنفسنا من فتن الشبهات والشهوات، ولأهلنا ولأولادنا من الانحراف وسوء العاقبة؛ فلنلجأ للعلي الحفيظ، ونتمسك بتقوى الله في السر والعلانية، وأن نكون جميعًا عبيدًا عند الحفيظ، سالكين إلى رب العالمين، قال -تعالى-: (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا) (النساء:9).
ندعو الله أن يحفظنا من كل مكروه، وأن يحفظنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم اجعل مصر واحة للأمن والأمان، وسائر بلاد المسلمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.