مقالات تاريخية

غزة في ذاكرة التاريخ (12) غزة في عصر السلطان سليم الأول

غزة في عصر السلطان سليم الأول

بقلم/ د. زين العابدين كامل سيد

 

نُبذة مختصرة حول الصراع بين السلطان سليم الأول والدولة الصفوية الشيعية:

من المعروف أن عقائد الشيعة فاسدة ومحرفة، فهم يكفرون الصحابة ويلعنونهم، ويقومون بتحريف القرآن الكريم، ويقولون بالإمامة، وهي عندهم الركن الأعظم، ولما انتشرت هذه المعتقدات الفاسدة في  بعض الأقاليم خلال عصر الدولة الصفوية الشيعية، كان من الطبيعي أن يتصدى لها العثمانيون، ولهذا أعلن السلطان سليم الأول عام (920هـ/ 1514م)، وذلك في حضور رجال القضاء والسياسة،  أن إيران بحكومتها ومذهبها يمثلان خطرًا على الدولة العثمانية والعالم الإسلامي، ولذا فهو يرى حتمية مكافحة هذه الدولة ومواجهتها، لاسيما وأن الشاه إسماعيل عندما دخل العراق، قام بذبح المسلمين السنة ودمر مساجدهم بل ومقابرهم.

وبدأ السلطان سليم بالفعل في مواجهة الدولة الصفوية، وقام بتصفية أتباع الشاه إسماعيل، فسجن منهم وقتل.

ثم استعد السلطان سليم لمعركة فاصلة مع الدولة الصفوية، وتحرك بجيشه نحو صحراء جالديران، في  عام (920هـ/ 1514م)، وتمكن من إيقاع الهزيمة بإسماعيل الصفوي وجنوده، حتى اضطر إسماعيل إلى الفرار من أرض المعركة، ثم دخل سليم الأول تبريز عاصمة الشيعة الصفويين، واستمر الصراع بين الدولتين، ولم ينته بهذه المعركة.

و كان من نتائج معركة جالديران: ضم شمال العراق إلى الدولة العثمانية، وسيطرة المذهب السني في آسيا الصغرى بعد القضاء على أتباع إسماعيل الصفوي.

ثم قامت الدولة العثمانية بضم دولة المماليك، والسيطرة على الحجاز واليمن ومصر والشام، ثم تمكن العثمانيون من صد البرتغال عن الممالك الإسلامية، وتأمين البحر الأحمر، وهنا تعاون الشيعة مع البرتغال ضد الدولة العثمانية.

مدينة غزة تخضع للدولة العثمانية:

بعد أن تغلب السلطان العثماني سليم الأول على الصفويين في شمال وغربي إيران، بدأ السلطان يستعد للقضاء على دولة المماليك، وضم الشام ومصر إلى سلطانه، وذلك لعدة أسباب:

1- موقف المماليك العدائي من الدولة العثمانية، حيث قام السلطان قانصوه الغوري، سلطان الدولة المملوكية بالوقوف مع بعض الأمراء العثمانيين الفارين من السلطان سليم لوقوع بعض الخلافات بينهم، ومنهم؛ الأمير أحمد أخو السلطان سليم، ثم وجود بعض الأخبار التي تفيد بتحالف السلطان الغوري مع الدولة الصفوية.

2- لوجود خلاف بين الدولتين على بعض الحدود الشامية، فأراد سليم أن يحسم مادة الخلاف بالسيطرة التامة على بلاد الشام.

3- رغبة بعض الأعيان والأمراء والعلماء من مصر والشام في الانضمام إلى الدولة العثمانية، وذلك للتخلص من ظلم بعض المماليك.

4- لقد رأى بعض علماء الدولة العثمانية أن ضم مصر والشام يفيد الأمة في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، لاسيما وأن الدولة تواجه الخطر البرتغالي على البحر الأحمر، وخطر فرسان القديس يوحنا في البحر المتوسط.

التقى الطرفان ودارت بينهما معركة على مشارف حلب في مرج دابق عام( 922هـ/ 1516م)، وانتصر العثمانيون وقُتل السلطان الغوري سلطان المماليك، ودخل السلطان سليم حلب ثم دمشق، ثم فتحت له المدن أبوابها.

ثم أرسل من الشام رسالة إلى زعيم المماليك في مصر طومان باي، طالبه بالتسليم والاستسلام.

وهنا قام المماليك بقتل رسول السلطان سليم.

فتحرك السلطان سليم نحو فلسطين قاصدًا مصر،  ودارت معركة بين الطرفين على أرض فلسطين.

سار السلطان سليم عن طريق البر إلى غزة، وجاء جيش من مصر، أرسله طومان باي، فانتصر الأتراك ودخلوا مدينة غزة عنوة، وأضحت مدينة غزة خاضعة للدولة العثمانية.

ثم تحرك العثمانيون إلى مصر، واستطاعوا أن ينتصروا على المماليك، وهم في شيخوخة دولتهم، وبهذا تم طي صفحة المماليك، وآلت البلاد التي كانت تحت حكمهم إلى النفوذ والسلطان العثماني.

ولا تزال غزة تلعب دورًا كبيرًا في التاريخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى