مقالات متنوعة

التكنولوجيا الرقمية ودورها في الحفاظ على التراث الفني للمخطوطات العربية والإسلامية

التكنولوجيا الرقمية ودورها في الحفاظ على التراث الفني للمخطوطات العربية والإسلامية

بقلم/ د. زين العابدين كامل

من المعلوم أن التكنولوجيا الحديثة قد لعبت دورًا رائدًا نحو النهضة العلمية المعاصرة، لاسيما في عملية حفظ وتحقيق التراث الإسلامي والعربي، ومن هذا المنطلق كان لابد من اغتنام النهضة التكنولوجية الحالية، في الحفاظ على أهم نوع من أنواع التراث الثقافي والحضاري، ألا وهي المخطوطات.

ومن أهم الوسائل التكنولوجية الحديثة؛ ما يعرف بعملية الرقمنة، ويعتبر مشروع الرقمنة، هو أهم المشاريع العلمية التي تفرض نفسها على واقعنا العلمي.

الرقمنة هي: منهج، أوتقنية تسمح بتحويل البيانات والمعلومات والصور إلى رموز وأرقام، وقيل هي: إجراء يسمح بتحويل المحتوى الفكري الثقافي، على وسيط تخزين فيزيائي، وقيل هي: صيغة رقمية لتحويل البيانات والمعلومات إلى تنسيق جديد يمكن تخزينه والحفاظ عليه.

وهذه التعريفات السابقة، وغيرها من التعريفات الأخرى، يمكن أن نجملها في بوتقة واحدة، مع اختلاف المترادفات المستخدمة.

فنقول الرقمنة هي: تحويل المستندات الورقية بكافة أنواعها، إلى ملفات إلكترونية، بصيغة معينة، تجعلها محفوظة من أنواع التلف المختلفة، وتُسهل عملية الاطلاع عليها.

و المخطوط هو: جاء في معجم المعاني: المؤنث: مخطوطة، ومخطوط مفعول مِنْ خَطَّ. وهذا هو التعريف اللغوي.

وجاء في كتاب “معجم اللغة العربية المعاصرة” لمؤلفه: د أحمد مختار عبد الحميد، معنى مخطوط أي: كتاب أو نصّ مكتوب باليد لمّا يُطبع بعد. وهذا هو التعريف الاصطلاحي.

ومن المعلوم أن التدوين للعلوم المختلفة لم يزدهر إلا في القرن الثاني الهجري، ولذا اهتم المسلمون بالمخطوطات، فهي السبيل الوحيد للحفاظ على ما دونه وكتبه العلماء، ولندرة المخطوطات الأصلية، احتفظ بها المسلمون في المتاحف، حيث إنها تشكل تراثًا إسلاميًا عظيمًا.

ثم اهتم المسلمون عبر القرون المختلفة بالمخطوطات، سواء بحفظها أو زخرفتها، ثم تمتع الخطاطون بمكانة مرموقة لاشتغالهم بكتابة المخطوطات الإسلامية، كالمصاحف ومخطوطات الأدب والشعر.

لقد تنوعت وتعددت دوافع رقمنة المخطوطات ومن أهمها: الحفاظ على التراث الوثائقي من الضياع والتلف، وسهولة التبادل العلمي الثقافي، ثم إظهار القيم العلمية للتراث العربي والإسلامي.

وعملية الرقمنة تنقسم إلى عدة مراحل، منها: ترميم المخطوطات، وتحسين الشكل المخطوطي، عن طريق عملية التكشيف.

ولا شك أن هناك بعض المعوقات أمام مشروع رقمنة المخطوطات، ومنها: حقوق الملكية الفكرية، وتنوع أحجام المخطوطات المختلفة.

وقد نجحت بعض المؤسسات العلمية في عملية رقمنة المخطوطات، وذلك في تركيا ومصر وسلطنة عمان وغيرها من البلاد. ولذا يجب على المؤسسات العلمية والبحثية أن تهتم برقمنة الوثائق والمخطوطات، حيث إن الرقمنة الآن أصبحت من المشروعات التي تعمل على حفظ تاريخ الأمة وتراثها.

 

للمزيد راجع : رقمنة المخطوطات: دراسة تطبيقية على مكتبات المخطوطات بدولة الكويت / إعداد احمد احمد المزين ؛ تقديم مشعل بن فهد العتيبى.

رقمنة المخطوطات فى مصر: دراسة فى ضبط الجودة / إعداد فاطمة محمد عبد السلام ؛ إشراف عبد الستار الحلوجى، مصطفى أمين حسام الدين.

النشر الإلكترونى و مشروعات المكتبات الرقمية العالمية و الدور العربي في رقمنة و حفظ التراث الثقافي / أحمد يوسف حافظ أحمد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى