في عام ( 679هـ / 1280م)، توجهالسلطان الملك المنصور قلاوون – أحد أشهر سلاطين المماليك – من مصر إلى بلاد الشام، من أجل لقاء التتار، أو التتر، فسار إلى مدينة غزة، واستقر بها فترة واجتمع مع جند مصر الذين أتوا إليه من بلاد الشام، ثم جاءته الأخبار من الشام، بأن التتار رجعوا إلى بلادهم، فعاد إلى القاهرة، فكانت غزة هي مستقر السلطان قلاوون عندما أراد أن يستعد لمواجهة التتار.
وفي شهر رجب عام( 680هـ)، ثار بعض البدو ونهبوا مدينة غزة ونابلس، وقتلوا عددًا كبيرًا من سكانها، فذهب الأمير علاء الدين الفخري وسيطر على الأوضاع، وتم القضاء على الثورة، وقد أمر السلطان قلاوون أن يكون الأمير علاء الدين حاكمًا لمدينة غزة.
هذا وقد مر السلطان قلاوون مرتين بمدينة غزة وهو في طريقه من مصر إلى الشام، ومن الشام إلى مصر.
وفي شهر ربيع الأول عام ( 682هـ)، جرت هدنة بين السلطان قلاوون وبين الحكام الفرنج بعكا، لمدة عشر سنوات، وقد نصت المعاهدة على أن تكون الديار المصرية، والبلاد الحجازية، وغزة، و القدس، ويافا، والرملة، وقيسارية، ونابلس، وبعض مدن الشام، تحت سيطرة السلطان قلاوون وأولاده.
وفي عام ( 684هـ)، صدر قرار من السلطان قلاوون بنقل عز الدين أيبك من نيابة الكرك إلى نيابة غزة.
وفي عام ( 685هـ)، خرج السلطان قلاوون متوجهًا إلى بلاد الشام، وأقام فترة على حدود مدينة غزة.
وفي عام ( 699هـ)، توجه السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون بعساكر مصر إلى بلاد الشام، وأقام فترة بمدينة غزة.
وفي عام ( 702هـ)، عاد التتار بمهاجمة بعض الأراضي السورية، وهنا نودي بالنفير العام، وخرج السلطان محمد بن قلاوون في عسكره، وانضمت العساكر المصرية والشامية، وأهل غزة ونابلس إلى الجيش، وتم اللقاء في مرج راهط بالقرب من دمشق، وكان قائد جيش التتار أحد أحفاد هولاكو، ونصر الله جنده.
وعلى أرض غزة بويع الملك الناصر للمرة الثالثة بالسلطنة عام ( 709هـ).
ثم نجت غزة من شر تيمور لينك مؤسس مملكة المغول الثانية، عندما هاجم بلاد الشام وغزاها، ولما أراد أن يتوجه إلى مصر وفلسطين، انتشر الجراد في فلسطين ثم تعرض جيشه لهجوم من البدو، ثم نزلت مجموعة من جنوده لاستكشاف الطرق ووصلوا إلى مدينة غزة، ثم نصحوه بعدم الدخول البري إلى مصر، بل تحتاج إلى أسطول بحري.
فعجز عن التقدم نحو فلسطين وهكذا نجت منه المدن الفلسطينية بما فيها مدينة غزة.
وهكذا ظلت غزة على مر العصور في قلب الأحداث السياسية تلعب دورًا بارزًا.