
بقلم/ د. زين العابدين كامل سيد
لقد كانت الديانة السائدة في الأندلس قبل ظهور نور الإسلام، المسيحية الكاثوليكية، وبعد أن تم الفتح الإسلامي، دخل كثير من الناس الإسلام طواعية واختيارًا، لاسيما طبقة الرقيق الذين كانوا يعانون من الظلم والقهر، فقد وجدوا في الإسلام ضالتهم المنشودة، بل وتحول أيضًا إلى الإسلام بعض كبار رجال الدين المسيحي،( ومنهم يتودسكلوس ) وهو رئيس أساقفة إشبيلية، وذلك لما رآه الناس من عدل في الإسلام واقناع العقل به، فهو دين الفطرة، بدلًا من التعقيدات الكهنوتية الغريبة، وقد ساعد على انتشار الإسلام في الأندلس، اختلاط العرب المسلمين بأهل هذه البلاد بل والزواج منهم، فهم أهل كتاب، وقد تزوج الأمير عبد العزيز بن موسى بن نصير من أرملة روذريق ملك القوط الذي قتل في معركة شذونة(1)، وقيل بل تزوج ابنته، وهكذا فعل كثير من العرب المسلمين، وقد نتج عن هذه المصاهرات في العصر الأموي جيل مسلم جديد في تلك البلاد، وهكذا بدأ الإسلام ينتشر ويكثر عدد السكان المسلمين حتى أصبحت الأندلس بلدًا إسلاميًا عربيًا خالصًا، ولقد كتبت أسبانيا الإسلامية في تلك القرون التي حكم فيها المسلمون صفحات مشرقة من أنقى صفحات التاريخ الإسلامي.
(1) ويسميها العرب ” إيلة ” أو أم عاصم. وقال الواقدي، ونقله ابن عبد الحكم، إنها كانت ابنة ردريك لا زوجته (أخبار مصر ص 212)، وكذا ورد في البيان المغرب (ج 2 ص 22).


